ThE_LoRd مدير عام المنتدى
عدد الرسائل : 630 العمر : 35 الموقع : في قلوب الناس المزاج : جيد جدا تاريخ التسجيل : 02/10/2007
| موضوع: الوطن قبل المذهب.. لبنان مثالاً.. الثلاثاء يونيو 03, 2008 12:42 pm | |
| تلك هي الحكمة، لا نريد وطن المذهب، وإنما مذهب الوطن. ومذهب الوطن هو الإيمان بالعيش المشترك.إن العبث بجينات المذهب يزرع لنا شجر الأحقاد علي قلوبنا وعلي أراضينا.
لا أستطيع إخفاء فرحي لتدفق الحياة في الشرايين اللبنانية من الأنابيب القطرية، وابتدائهم التصالح علي المستقبل لبناء لبنان لا يقل جمالا عن الرحباني او جبران خليل جبران، او أقل روعة من فكر علي حرب او أفق هاني فحص او مشروع مارشال رفيق الحريري الذي طرز الثوب اللبناني بالماس الاقتصادي.
ليس أقل جمالا من الأفق الوطني لموسي الصدرالذي كان يوزع الورد الوطني علي كل الطوائف. ليس أقل جمالا من المقاومة التي انتصرت في بداية الألفية الثالثة وكان انتصارها للجميع.
إن اتفاق الدوحة لم يكن أقل دقة من تصاميم المصمم العالمي اللبناني إيلي صعب، فقد فصلت الاتفاقية حسب مقاس الأجساد والأحجام السياسية، واستطاعت استيعاب المخاوف والغرائز والشهيات.
واسمحوا لي أن أقول: إن لا منتصر في الذبحة الصدرية التي أصابت لبنان. لا حزب المعارضة ولا حزب الموالاة.
المنتصر هو الوطن. صحيح أن الشرقي لا يرضي بدور غير أدوارالبطولة، وإننا شعوب شرقية تنتشي بالإنشاد ولو علي جثة الوطن، ونري في تكدس أكفان الاخوة طريقا للانتصار، لكن ذلك في حساب الأنا المنتفخة، وليست في حساب الأرقام الواقعية. إن سقوط أي كفن من أي طائفة هو موت للطائفة ذاتها قبل الطائفة الأخري. ولا منتصر في سقوط دم الأخ، والأم والأب واحد.
لقد ألغي العرس الوطني اللبناني مقولة الاستبداد، إن وليمة الحكم لا تتسع للشركاء.
لو لم تسقط الفتنة لسقط العالم العربي، وليس لبنان فقط، ولسلم لبنان الي حيث مذبح القاعدة وثقافة العمليات الانتحارية. بحق الاتفاق نقد لبنان من أن يكون وجبة دسمة للراديكاليين.
ولا صبح صبح العالم العربي بعد الفوضي ينطبق عليها قول محمد الماغوط فاهربي أيتها الغيوم، فأرصفة الوطن لم تعد جديرة حتي بالوحل .
إن تمثيل دور العنترية في لبنان من المعارضة او الموالاة يعني اغتيال لبنان، والاحتكام لكل المؤسسات والفرقاء يعني انتصار الجميع.
قدر لبنان أن تكون كل الأحجام متساوية، وأن الانتفاخ النرجسي من أي طرف، من المعارضة او الموالاة يعني بداية السقوط والمثل الصيني يقول: الكبرياء بداية السقوط.
بحق، اتفاق الدوحة لم يدلك نرجسية أحد علي حساب أحد، ولم يضع فصيلا في قارورة العطر والآخر في قارورة الخل. لقد راعي كل الأطراف في سبيل وأد الفتنة.حكمة التاريخ وسننه تقول: كبرياء وغرور أي حضارة بداية لسقوطها فكيف بالانسان.
كل الأمل أن تنجح عمليات التصالح بين الدول الكبيرة في المنطقة ليكتمل العرس العربي دون التحسس من نوعية المأدون الذي سيشرعن نوعية الزواج السياسي.
الأمل يحدونا أن يتصالح الاخوان، وتنتهي الاتهامات او المخاوف، وتزريق الجيش اللبناني بالبروتين القوزقزحي للطوائف يقي البلاد من الاستقواء المشخصن. لبنان بلا شيعة لا طعم له وبلا سنة بلا رائحة وبلا مسيحيين بلا لون وبلا دروز لا يمكن أكله.
يجب أن يكون الوطن أولا، والمذهب والطائفة ثانيا أيا تكن الطائفة او المذهب.
ولنتعلم من الأديب الفيلسوف، جبران خليل جبران حين قال: ويل لأمة كثرت فيها المذاهب وقل فيها الدين.
كما هو تعبير الشاعر اللبناني، محمد علي شمس الدين، نحتاج الي مكبرات للصمت وليس للصوت.
مكبرات للحكمة وللعقل، وليس مكبرات لغريزة الصراخ. فالصراخ العربي إنما يدل علي العجز الداخلي.
إسلاميا في العالم العربي، نحن بحاجة الي إعادة استنساخ ثقافة مهدي عامل ومحمد عبده وحسين مروة وجمال الدين الأفغاني وموسي الصدر وهاني فحص رغم اختلاف بعض شيطنة التفاصيل.
لكي نخلق التوازن، لا بد من عناق المسدس بالوردة، ورش ملح الثقافة علي عقلية التسلح، ليكتمل المشهد الجميل، وكإجراء وقائي من انزلاق الثقافة الي حيث السلاح والرصاص، كما حدث الاقتتال المتبادل في لبنان. الخوف علي المسلمين من سنة وشيعة هو اختصارالحضارة في ثقافة الاستشهاد والموت.
ونحن بحاجة الي العقلية اليابانية في ذلك. أن الخطورة تكمن عندما نقتل بعضنا بعضا كما هو في العراق بثقافة الشهادة. إنها شهادة بعلامة تجارية بشرية، لم نقرأها لا في القرآن ولا في أي دين، والاسلام بريء منها.
الثقافة هي الباقية، ونحن كمسلمين بحاجة الي فولتير إسلامي ليصحح بعض فوضي الأفكار، لنفتح العقل للشمس والحرية.
بحاجة الي مارتن لوثر إسلامي يكنس الخرافات من العقل العربي، ويمنع توزيع المخدرات الطائفية المتبادلة التي وزعت في شوارع بيروت، فإن أكياس المورفين الطائفي ملأت الشوارع وزرعت أشجارا علي الخارطة اللبنانية. فلابد من استنساخ جينات هؤلاء العظماء.
الموالاة والمعارضة بحاجة الي توزيع أكسجين الحرية علي الجمهور اللبناني العريض كي لا يصاب بالاختناق الحزبي وفتحهم علي حزب الانسان.
يقول الماغوط لو كانت الحرية ثلجا لنمت في العراء .
أثبتت تجارب الشعوب أن الحضارة تكبر وتعظم بالديمقراطية، وبين أيدينا صورة جميلة لعبقرية الغرب ونظام سلطة القانون والمؤسسات.
حفظ الله المقاومة والموالاة والمعارضة، وجعلهم اخوانا، واختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية.
نتمني أن تصبح لبنان حديقة، كل فصولها ربيع.
*نقلاً عن صحيفة \"الراية\" القطرية |
| |
|
المدمر عضو متميز
عدد الرسائل : 203 العمر : 35 العمل/الترفيه : العاب قوى تاريخ التسجيل : 25/11/2007
| موضوع: رد: الوطن قبل المذهب.. لبنان مثالاً.. الثلاثاء يونيو 03, 2008 7:31 pm | |
| مشكور اخى وتر حساس على موضوعك الرائع ....... تيحاتى المدمر | |
|