قبل توجهه إلى الولايات المتحدة الأمريكية الثلاثاء 3-6-2008، في زيارة شبهها مراقبون بـ"جولة الوداع"، أعطى رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الضوء الأخضر لبناء 884 وحدة سكنية في القدس الشرقية، التي أكد أن الدولة اليهودية ستمارس سيادتها عليها "إلى الأبد".
فقد أكد وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف بويم الثلاثاء أن أولمرت "اطلع على المشروع، وسمح ببناء هذه المساكن"، قبل ركوب الطائرة لزيارة واشنطن التي انتقدت بناء المزيد من المستوطنات، التي "ستزيد التوتر عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات مع الفلسطينيين".
وتشمل خطة البناء 121 مسكنا في حي هار حوما (جبل ابو غنيم) و763 في بيسغات زئيف.
وردا على سؤال عن الموقف السلبي للولايات المتحدة, قال بويم القريب من اولمرت انه "لا جديد في الموقف". واضاف "هناك خلاف منذ 41 عاما حول القدس مع الولايات المتحدة والامم المتحدة والفلسطينيين". ويلمح بويم بذلك الى احتلال القدس الشرقية في حرب حزيران/يونيو 1967 وضمها الذي لم تعترف به الاسرة الدولية. من جهة اخرى, قال بويم ان الحكومة لم تسمح حتى الآن ببناء وحدات سكنية في القطاع الذي يربط بين القدس الشرقية ومعالي ادوميم احدى اكبر الكتل الاستيطانية الاسرائيلية في الضفة الغربية. واضاف بويم انه "ملف سياسي حساس جدا
للامريكيين الذين يرون ان مشروعا كهذا سيقسم الى قسمين يهودا والسامرة (الضفة الغربية)". |
أولمرت: القدس اسرائيلية وتأتي موافقة أولمرت على بناء المستوطنات الجديدة بعد يوم من التأكيد أن بلاده ستمارس سيادتها على القدس "إلى الأبد"، وفق ما قال خلال الاحتفال بالذكرى الـ 41 لاحتلال القدس الشرقية، وضمها في 1967. وقال أولمرت في خطاب بمناسبة "الذكرى الحادية والاربعين لتوحيد القدس" ان "سيادة اسرائيل على مدينة القدس التاريخية والمقدسة ستبقى الى الابد. بعد الاف السنين عادت القدس لتصبح مقر الشعب اليهودي. وهذا واقع لن يتغير".
وشدد على انه "ليس هناك تناقض بين اخلاص الشعب اليهودي التام حيال القدس وتطلعاتنا للسلام" مع الفلسطينيين.
احتلت اسرائيل القدس الشرقية في السابع من يونيو 1967. وفي 30 يوليو 1980 صوت الكنيست الاسرائيلي على "قانون اساسي" اعلن القدس "العاصمة الابدية والموحدة لاسرائيل".
ولم تعترف الاسرة الدولية بهذا الاجراء. ويطمح الفلسطينيون في جعل القدس الشرقية عاصمة دولتهم المقبلة، في اطار تسوية دائمة للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.
جولة الوداعوبعد الموافقة على بناء المستوطنات، يتوجه أولمرت إلى الولايات المتحدة في زيارة ستمتد 3 أيام، يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الأمريكيين، ويلتقي الرئيس جورج بوش، في محاولة لإزاحة الأضواء عن التحقيق في اتهامات الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي، والتي دفعت أحد الكتاب الإسرئيليين لوصف زيارته بـ "جولة الوداع"، بسبب الدعوات المتزايدة لاستقالته.
وتوفر هذه الزيارة فرصة قصيرة للزعيم الاسرائيلي لتحويل الانتباه عن "اولمرت المشتبه به" الى "اولمرت رجل الدولة". ويقول اولمرت (62 عاما) انه لم يرتكب اي مخالفات لكنه تعهد بالاستقاله من منصبه اذا وجهت اليه اتهامات رسمية.
ويقول رئيس الوزراء إن لديه "أشياء مهمة" سيناقشها في واشنطن، مضيفاً "أعتقد أن زملائي الوزراء الذين يعملون معي في القضايا الاكثر استراتيجية وحسما بالنسبة لاسرائيل يتفقون على ان هذه الزيارة مهمة للغاية لا سيما فيما يتعلق بمسائل تعد الاساس في وجود اسرائيل".
وفتحت دعوة تلقاها اولمرت لالقاء كلمة امام المؤتمر السياسي السنوي للجنة الشؤون العامة الامريكية الاسرائيلية، وهي جماعة موالية لاسرائيل في واشنطن، الطريق امام زيارته للولايات المتحدة. وقد تمثل الزيارة ايضا فرصة اخيرة لاولمرت وبوش للاجتماع وجها لوجه ومحاولة تسوية بعض المسائل المعلقة.
ومن بين القضايا المؤكد ان تكون على جدول الاعمال برنامج ايران النووي والمحادثات المتعلقة بالدولة الفلسطينية التي يأمل بوش ان تتوصل الى اتفاق قبل ان يغادر منصبه. كما ينوي اولمرت، ايضا، الاجتماع مع مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الامريكية جون مكين وكذلك المتنافسان الديمقراطيان باراك اوباما وهيلاري كلينتون. ومن المقرر ان يتحدث الثلاثة امام المؤتمر.
واعترفت دانا بيرينو المتحدثة باسم البيت الابيض يوم الخميس بأن التحقيق ضد اولمرت يسحب بعض الاهتمام من هدف بوش المتمثل في التوسط من اجل السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال الاشهر السبعة القادمة.
وفي تصريحات للصحفيين اشارت على ما يبدو الى ان بوش سيتجنب التعليق على التحقيق الاسرائيلي قائلة "يعتقد الرئيس ان السياسة الاسرائيلية مسألة سيتعين على الاسرائيليين التعامل معها".